تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم - رب أنعمت فزد - , الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين, وصحبه السادة الأخيار الأبرار المتقين, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعــد : فمذهب جبل السنة, والصابر في المحنة, الإمام الرباني, والصديق الثاني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني - رحمه الله وقدس روحه- من مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية المتبعة المعتبرة , وهذا الموقع المتواضع وضع للتعريف بمصنفات, وكتب وتآليف أصحابه, ومتبعي مذهبه, ومقتفي أثره, والمنتسبين إليه - رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم – , وذلك حسب ما تيسر الحصول عليه منها من مخطوط, و مطبوع مصور, ونص مكتوب, وقد رتبت المكتبة وبوبت حسب القرون والفنون, تسهيلا للإنتفاع بها, وتيسيرا للإستفادة منها , فأسال الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بها وبما فيها طلبة العلم الشريف خاصة, و المسلمين عامة / كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي عفا الله عنه وغفر له ولوالديه آمين

"قال ابن كثير في البداية والنهاية يصعب على المبتدع أن يعيش في مكان يكثر فيه الحنابلة "

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

مختصر الخرقي / * و ط

مختصر الخرقي تأليف أبي القاسم الخِرقي عمر بن الحسين البغدادي ثم الدمشقي /ت 334هـنسبته: إلى بيع الثياب والخرق،
ولا يعرف بهذه النسبة في الحنابلة سواه هو ووالده (ت:299هـ) المشهور باسم: خليفة المروذي، لكثرة ملازمته له، ولا يعلم إلى أي قبيلة ينتسب. ويظهر أن أبا القاسم ألف مختصره هذا، عندما كان الحجر الأسود عند القرامطة، بقرينة قوله في آداب الطواف: " ثم أتى الحجر الأسود إنْ كان فاستلمه ". فقوله: ( إنْ كان ) دليل على أنه ألفه والحجر الأسود عند القرامطة، فإنهم انتزعوا الحجر الأسود في حج عام 317هـ ولم يُرَدَّ إلى مكانه إلا في عام 339هـ.
وقد كان أبو القاسم من أهل بغداد، فلما كثر الرفض وظهر فيها سب الصحابة على المنابر عام 321هـ انتقل إلى دمشق، وكان وقت خروجه من بغداد قد أودع كتبه، فاحترقت في الفتنة، ولم ينج منها إلا هذا المختصر.
وكانت وفاته رحمه الله بدمشق، وذلك أنه أنكر منكرا، فضربه أهل دمشق حتى مات. وقد وضع أبو القاسم مختصره هذا، بعد تأليف أبي بكر الخلال (ت:311هـ) كتابه جامع الروايات، وسلك فيه مسلك الاجتهاد في الترجيح بين الروايات المنقولة عن الإمام أحمد. والخرقي أول حنبلي دفن بدمشق، ومختصره أول المتون في المذهب على الإطلاق، وأشهرها بالاتفاق، وقد حذا في ترتيبه أبوابه حذو المزني في مختصره،
قال ابن بدران في المدخل ص214: " ولم يُخْدم كتاب في المذهب مثل ما خُدم هذا المختصر، ولا اعتُني بكتاب مثل ما اعتُني به، حتى قال ابن عبد الهادي في الدر النقي: قال شيخنا عز الدين المصري: ضبَطتُ للخرقي (300) شرح. وقال في المقصد الأرشد: قال أبو اسحاق البرمكي: عدد مسائل الخرقي 2300 مسألة. وبالجملة فهو مختصر بديع لم يشتهر متن عند المتقدمين اشتهاره ".اهـ. مختصرا.
ومن بالغ العناية به: أن أبا بكر عبد العزيز غلام الخلال (ت:363هـ) كتب على نسخته من مختصر الخرقي: " خالفني الخرقي في مختصره في ستين مسألة " ولم يسمها،
قال ابن أبي يعلى في الطبقات: " تتبعت أنا اختلافهما فوجدته في 98 مسألة " وذكرها مفصلة. وقد وضع على هذا المختصر: شروح، وحواش، ومنظومات، وزيادات على مسائله، وشرحان لغريب ألفاظه، وتخريج واحد لأحاديثه، ومختصر واحد له.
فممن شرحه: 1- مؤلفه، فالخرقي أول ماتن في المذهب، وأول شارح في المذهب، وأول شارح لكتابه. 2- أبو إسحاق ابن شَاقْلا (ت:369هـ)، 3- وأبو حفص العكبري (ت:387هـ)، 4- والحسن بن حامد (ت:403هـ)،5- وابن أبي موسى (ت:428هـ)، 6- والقاضي أبو يعلى (ت:458هـ) ط بعضه، 7- وأبو علي ابن البناء (ت:471هـ) في المقنع ط، 8- وابن الزاغوني (ت:527هـ)،9- وأبي خازم محمد ابن أبي يعلى (ت:527هـ)، 10- وموفق الدين ابن قدامة (ت:620هـ) في المغني ط، 11- وابن أبي الهيجاء (ت:661هـ) في المنتصر شرح المختصر، 12- وعبد الله الحربي الملقب بكتيلة (ت:681هـ) في المهم، 13- وأبو طالب عبد الرحمن بن عمر الضرير (ت:684هـ) له شرحان الكافي والواضح، 14- والطوفي (ت:716هـ) شرح نصفه، 15- والحبال (ت:749هـ) وشرحه مختصر جدا، 16 ، 17- والزركشي (ت:772هـ) ط، وللزركشي شرح ثانٍ اختصره من شرحه الكبير عليه، لم يكمله وبقي منه قدر ربعه، 18- وقاضي الأقاليم عبد العزيز ابن أبي العز المقدسي (ت:846هـ)، 19- وابن المِبْرَد أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي (ت:895هـ) بقي منه اليسير لم يكمله، 20- والأصفهاني. وشرحه نظما: جعفر السراج (ت:500هـ) مؤلف مصارع العشاق، وشرح عباداته: أحمد بن الحسين العراقي (ت:588هـ)، وشرح فرائضه: ابن بدران (ت:1346هـ) في: " كفاية المرتقي إلى فرائض الخرقي " ط.   
وممن نظمه: 1- جعفر بن أحمد السراج البغدادي (ت:500هـ)، وقيل بل هو شرح له بالنظم كما تقدم. 2- ومكي بن هبيرة البغدادي (ت:567هـ). 3- وحسان السنة أبي زكرياء يحيى بن يوسف الصرصري (ت:656هـ) في: " الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة " ط، وهي قصيدة دالية في 2774 بيتا، وقد شرح الدالية: محمد بن أيوب التاذفي الحنفي (ت:705هـ) في مجلدين، وهذا من الغرائب، حنفي يشرح قصيدة حنبلي في الفقه. ونظم عباداته: شمس الدين محمد الموصلي الملقب بشعلة (ت:656هـ).
واختصر الخرقي: عز الدين أحمد بن إبراهيم بن نصر الله البغدادي (ت:876هـ).
ووضع زوائد على الخرقي: 1- الموفق ابن قدامة في " الهادي " أو " عمدة الحازم في المسائل الزوائد عن مختصر أبي القاسم " ط، ومضمونه زوائد هداية أبي الخطاب على الخرقي. 2- وحسان السنة أبو زكرياء في " واسطة العقد الثمين وعمدة الحافظ الأمين " وهو منظومة دالية في ألفي بيت لزوائد الكافي لابن قدامة على الخرقي. 3- وأبو بكر الجَرَّاعِي (ت:883هـ) في " غاية المطلب في معرفة المذهب " ط، منتقيا لها من فروع ابن مفلح.
وشرح غريب الخرقي: 1- أبو المحاسن محمد بن عبد الباقي المجمعي الموصلي (ت:571هـ)، 2- وأبو المحاسن يوسف بن عبد الهادي المشهور بابن المبرد (ت:909هـ) في " الدر النقي " ط،وكذلك خرج أحاديثه بكتاب " الثغر الباسم في تخريج أحاديث مختصر أبي القاسم ". والله أعلم.
المرجع: ( المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب ) للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله

ـــــــــــ
مواد للتحميل : 
تحميل المتن مصورا/ ط المكتب الاسلامي / ط الصحابة /

ليست هناك تعليقات: