وهو في نحو مجلدين، ومنهم من قال في أربع مجلدات، ولعلها صغار بدليل عبارة بعضهم في أربعة أجزاء, إلا أنه تساهل فيه كثيرا بحيث أورد فيه الضعيف، بل والحسن والصحيح مما هو في سنن أبي داود , و الترمذي و النسائي و ابن ماجة ومستدرك الحاكم و غيرها من الكتب المعتمدة، بل فيه حديث في صحيح مسلم ، بل وآخر في صحيح البخاري ، فلذلك كثر الإنتقاد عليه, ومن العجب أنه أورد في كتابه العلل المتناهية كثيرا مما أورد في الموضوعات كما أنه أورد في الموضوعات كثيرا من الأحاديث الواهية مع أن موضوعهما مختلف، وذلك تناقض، وقد عابه عليه الحفاظ
قال الحافظ ابن حجر: وفاته من نوعي الموضوع والواهي في الكتابين قدر ما كتب .اهـ، بل أكثر في تصانيفه الوعظية وما أشبهها من إيراد الموضوع وشبهه، والكمال لله سبحانه. وقد اختصر كتابه هذا جماعة؛ منهم: الشيخ محمد بن أحمدالسفاريني الحنبلي، في مجلد ضخم، سماه: الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات, والحافظ جلال الدين السيوطي، وهو المسمى : باللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة
قال زين الدين العراقي في (شرح ألفيته): قال العلائي: دخلت على ابن الجوزي الآفة من التوسع في الحكم بالوضع لأن مستنده في غالب ذلك ضعف رواته, قال الحافظ ابن حجر: وقد يعتمد على غيره من الأئمة في الحكم على بعض الأحاديث بتفرد بعض الرواة الساقطين بها, ويكون كلامهم محمولا على قيد أن تفرده إنما هو من ذلك الوجه, ويكون المتن قد روى من أوجه أخر لم يطلع هو عليها, أو لم يستحضره حال التضعيف, فدخل عليه الدخيل من هذه الجهة, وغيرها فذكر في كتابه الحديث المنكر, والضعيف الذي يحتمل في باب الترغيب والترهيب قليل من الأحاديث الحسان, كحديث صلاة التسبيح, وحديث قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة, فإنه رواه النسائي, وصححه ابن حبان وليس في كتاب ابن الجوزي من هذا الضرب سوى أحاديث قليلة جدا, فأما مطلق الضعيف ففيه كثير من الأحاديث, نعم أكثر الكتاب موضوع, وقد أفردت لذلك (تصنيفا) أشير على مقاصده انتهى. اهـ من (توضيح الأفكار)
و قال النووي في (التقريب): وقد أكثر جامع (الموضوعات) في نحو مجلدين, أعنى أبا الفرج بن الجوزي فذكركثيرا مما لا دليل على وضعه, بل هو ضعيف.اهـ
وقال السيوطي في كتابه (تدريب الراوي شرح تقريب النواوي): بل وفيه الحسن والصحيح, وأغرب من ذلك أن فيها حديثا من (صحيح مسلم) كما سأبينه, قال الذهبي: ربما ذكر ابن الجوزي في (الموضوعات) أحاديث حسانا قوية, قال: ونقلت من خط السيف أحمد بن أبي المجد قال: صنف ابن الجوزي كتاب (الموضوعات) فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل, وما لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها, كقوله: فلان ضعيف, أو ليس بالقوي, أو لين, وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه, ولا فيه مخالفة, ولا معارضة لكتاب, ولا سنة, ولا إجماع, ولا حجة بأنه موضوع سوى كلام ذلك الرجل في راويه, وهذا عدوان ومجازفة. انتهى, وقال شيخ الإسلام(أي ابن حجر): غالب ما في كتاب ابن الجوزي موضوع, والذي ينتقد عليه بالنسبة إلى ما لا ينتقد قليل جدا, قال: وفيه من الضرر أن يظن ما ليس بموضوع موضوعا, عكس الضرر (بمستدرك الحاكم), فإنه يظن ما ليس بصحيح صحيحا, قال: ويتعين الاعتناء بانتقاد الكتابين, فإن الكلام في تساهلهما عدم الانتفاع بهما, إلا لعالم بالفن, لأنه ما من حديث إلا ويمكن أن يكون قد وقع فيه تساهل, قلت: قد اختصرت هذا الكتاب فعلقت أسانيده, وذكرت منها موضع الحاجة, وأتيت بالمتون, وكلام ابن الجوزي عليها, وتعقبت كثيرا منها, وتتبعت كلام الحفاظ في تلك الأحاديث, خصوصا شيخ الإسلام [أي ابن حجر] في تصانيفه و(أماليه), ثم أفردت الأحاديث المتعقبة في تأليف, وذلك أن شيخ الإسلام ألف (القول المسدد في الذب عن المسند), أورد فيه أربعة وعشرين حديثا في (المسند) وهي في «الموضوعات» وانتقدها حديثا حديثا.اهـ
- وللحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي كتاب: (أطراف الموضوعات لابن الجوزي), ذكره ابن رجب في (طبقاته), قال: في جزأين
- وللحافظ ابن حجر (تعليق) عليه, ذكره السخاوي في (الجواهر والدرر)(2/666) وقال: لم يكمل , شرع فيه .اهـ
- وللشيخ مسفر بن غرم الله الدميني كتاب (مقاييس ابن الجوزي في نقد متون السنة من خلال كتابه الموضوعات), طبع في دار لمدني 1405
طبع بالمكتبة السلفية بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان في (3) مجلدات، وصور في دار الفكر بيروت، ثم في دار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق توفيق حمدان, وقد لخص (الموضوعات) الحافظ (الذهبي)، فحذف أسانيد الأحاديث و المكررات, طبع في دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق كمال بسيوني زغلول، وعدد أحاديثه (1172) حديثا، وفي دار الرشد الرياض 1419هـ بتحقيق أبي تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد
ــــــــ
مواد للتحميل :
ط عبد الرحمن / ملف بدف / الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق